نيويورك (رويترز) - قال علماء إن أنواعا من الغربان تتخذ من جزر في شرق
استراليا موطنا لها حيرت العلماء منذ زمن بعيد بسبب ذكائها الشديد أثبتت
نبوغها الآن من خلال قدرتها على حل لغز واحد على
الأقل في مستوى طفل عمره سبع سنوات.
ومثلها مثل غيرها من الأبحاث فإن هذه الدراسة التي تركز على المهارات الإدراكية لغير البشر تسلط الضوء على مفاهيم منها تطور القدرات المعرفية والذكاء وما اذا كان تباين القدرات المعرفية يتمخض عن إمكانات فذة أو بمعدلات تختلف تمام الاختلاف حسب الانواع.
وتشير النتائج التي أعلنت يوم الاربعاء إلى أن فهم الاسباب وتأثيراتها ربما يكون قد نشأ في مراحل مبكرة نوعا ما.
وقالت سارة جيلبرت عالمة الاحياء بجامعة أوكلاند التي أشرفت على هذا البحث إنه من خلال دراسة القدرات المعرفية للحيوانات الأخرى "سيكون بوسعنا تقييم العوامل التي يرجح ان تكون قد أدت الى نشوء الآليات الإدراكية المختلفة لاسيما الحل المرن للمشكلات أو ما يعرف باسم الذكاء الذي يمكن ان نلمسه في مجموعات معينة داخل المملكة الحيوانية."
وأضافت "فهمنا لذلك قد يعيننا بدوره على ان نتعرف على نشوء الادراك وتطوره لدى الجنس البشري."
وفي سياق هذه الدراسة الجديدة التي نشرتها دورية (بلوس وان) العلمية نجح العلماء في اصطياد ستة من غربان منطقة كاليدونيا الجديدة وهي الطيور التي تعرف بالاسم العلمي (كورفوس مونيديولويدس) وعثر عليها تحديدا في منطقة جراند تير في أرخبيل كاليدونيا الجديدة.
وهذه الأنواع من الغربان هي الكائنات الوحيدة خارج رتبة الرئيسيات التي يمكنها صنع أدوات في البرية إذ تتميز هذه الطيور بقدرتها الفريدة على كسر الأغصان وتهذيبها ونزع الأوراق المدببة أو ذات الأشواك لاستخدامها كخطاطيف تبحث بالاستعانة بها عن الحشرات. وفي المعامل نجحت هذه الطيور الذكية في ثني الاسلاك لاستخدامها في الحصول على الغذاء البعيد عن متناولها.
وتحدى العلماء الغربان في مهمة مستلهمة من الاسطورة الاغريقية القديمة المعروفة باسم (خرافات ايسوب) لاسيما رواية (الغراب والإبريق) التي تحكي قصة غراب ظمآن وجد إبريقا به قليل من الماء في قاعه يتعذر الوصول اليه ثم واتته فكرة ذكية بان ألقى بالاحجار داخل الإبريق حتي ارتفع منسوب الماء ليصل الى منقاره.
وبعد أن تم تدريب الغربان على إلتقاط الأحجار تحدت جيلبرت وزملاؤها الطيور بتجارب أخرى شبيهة بأساطير الحكيم الاغريقي ايسوب بان وضعوا مكعبات من اللحوم ملتصقة بالفلين داخل انابيب شفافة وعلى أعماق يتعذر على الغراب ان يصل اليها بمنقاره.
هنا تألق ذكاء الغربان إذ وضع الباحثون انبوبتين أمامها احداها مملوءة جزئيا بالرمال والأخرى مملوءة جزئيا بالماء ولم يهدر معظم الغربان الوقت باسقاط الاحجار بلا طائل في انبوبة الرمال واختار 76 في المئة من الغربان خلال التجربة القاء الأحجار في الإنبوبة المملوءة جزئيا بالماء.
وتنوعت بعد ذلك تجارب مختلفة على الغربان منها إسقاط المطاط وهي مادة تغوص في الماء أو البوليستر وهي مادة تطفو فوق سطح الماء فضلا عن الاستعانة بمواد مجوفة أو صلبة في الانبوبة المليئة بالماء وكانت النتيجة ان قام نحو 90 في المئة من الغربان في التجارب باختيار المطاط الذي يغوص في الماء والمواد الصلبة التي تغوص ايضا.
كما وضع الباحثون أنابيب ضيقة وأخرى متسعة مملوءة بالماء وبمناسيب متساوية الا ان الطيور اتجهت معظمها الى وضع المواد التي ترفع مستوى الماء في الأنابيب الواسعة.
وقال الباحثون إنه في معرض فهم هذه الطيور للمباديء الطبيعية وكيف تحل الاجسام محل الماء وتزيحه من الحيز الموجود به أمكن مقارنة مستوى ذكاء الغربان بطفل عمره بين خمس وسبع سنوات إذ يبدو ان الطيور أدركت الفرق بين مختلف الاجسام المجوفة والصلبة وهي المرة الأولى التي تتوصل فيها الابحاث الى هذه النتائج.
وقالت أماندا سيد من جامعة سان أندروز في اسكتلندا والخبيرة في مجال تعلم الحيوان إن التجارب المتعلقة بأساطير الحكيم الاغريقي ايسوب تمخضت عن "بعض النتائج المثيرة إذ ان توليفة النجاح في بعض الاحوال والفشل في ظروف أخرى مفيدة بدرجة كبيرة في فهم تطور آليات المعرفة."
وفي هذا السياق أظهر نجاح الطيور فهما لعلاقة السببية بين مختلف الافعال وهو من الملامح الرئيسية في الادراك لدى البشر.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)
الأقل في مستوى طفل عمره سبع سنوات.
ومثلها مثل غيرها من الأبحاث فإن هذه الدراسة التي تركز على المهارات الإدراكية لغير البشر تسلط الضوء على مفاهيم منها تطور القدرات المعرفية والذكاء وما اذا كان تباين القدرات المعرفية يتمخض عن إمكانات فذة أو بمعدلات تختلف تمام الاختلاف حسب الانواع.
وتشير النتائج التي أعلنت يوم الاربعاء إلى أن فهم الاسباب وتأثيراتها ربما يكون قد نشأ في مراحل مبكرة نوعا ما.
وقالت سارة جيلبرت عالمة الاحياء بجامعة أوكلاند التي أشرفت على هذا البحث إنه من خلال دراسة القدرات المعرفية للحيوانات الأخرى "سيكون بوسعنا تقييم العوامل التي يرجح ان تكون قد أدت الى نشوء الآليات الإدراكية المختلفة لاسيما الحل المرن للمشكلات أو ما يعرف باسم الذكاء الذي يمكن ان نلمسه في مجموعات معينة داخل المملكة الحيوانية."
وأضافت "فهمنا لذلك قد يعيننا بدوره على ان نتعرف على نشوء الادراك وتطوره لدى الجنس البشري."
وفي سياق هذه الدراسة الجديدة التي نشرتها دورية (بلوس وان) العلمية نجح العلماء في اصطياد ستة من غربان منطقة كاليدونيا الجديدة وهي الطيور التي تعرف بالاسم العلمي (كورفوس مونيديولويدس) وعثر عليها تحديدا في منطقة جراند تير في أرخبيل كاليدونيا الجديدة.
وهذه الأنواع من الغربان هي الكائنات الوحيدة خارج رتبة الرئيسيات التي يمكنها صنع أدوات في البرية إذ تتميز هذه الطيور بقدرتها الفريدة على كسر الأغصان وتهذيبها ونزع الأوراق المدببة أو ذات الأشواك لاستخدامها كخطاطيف تبحث بالاستعانة بها عن الحشرات. وفي المعامل نجحت هذه الطيور الذكية في ثني الاسلاك لاستخدامها في الحصول على الغذاء البعيد عن متناولها.
وتحدى العلماء الغربان في مهمة مستلهمة من الاسطورة الاغريقية القديمة المعروفة باسم (خرافات ايسوب) لاسيما رواية (الغراب والإبريق) التي تحكي قصة غراب ظمآن وجد إبريقا به قليل من الماء في قاعه يتعذر الوصول اليه ثم واتته فكرة ذكية بان ألقى بالاحجار داخل الإبريق حتي ارتفع منسوب الماء ليصل الى منقاره.
وبعد أن تم تدريب الغربان على إلتقاط الأحجار تحدت جيلبرت وزملاؤها الطيور بتجارب أخرى شبيهة بأساطير الحكيم الاغريقي ايسوب بان وضعوا مكعبات من اللحوم ملتصقة بالفلين داخل انابيب شفافة وعلى أعماق يتعذر على الغراب ان يصل اليها بمنقاره.
هنا تألق ذكاء الغربان إذ وضع الباحثون انبوبتين أمامها احداها مملوءة جزئيا بالرمال والأخرى مملوءة جزئيا بالماء ولم يهدر معظم الغربان الوقت باسقاط الاحجار بلا طائل في انبوبة الرمال واختار 76 في المئة من الغربان خلال التجربة القاء الأحجار في الإنبوبة المملوءة جزئيا بالماء.
وتنوعت بعد ذلك تجارب مختلفة على الغربان منها إسقاط المطاط وهي مادة تغوص في الماء أو البوليستر وهي مادة تطفو فوق سطح الماء فضلا عن الاستعانة بمواد مجوفة أو صلبة في الانبوبة المليئة بالماء وكانت النتيجة ان قام نحو 90 في المئة من الغربان في التجارب باختيار المطاط الذي يغوص في الماء والمواد الصلبة التي تغوص ايضا.
كما وضع الباحثون أنابيب ضيقة وأخرى متسعة مملوءة بالماء وبمناسيب متساوية الا ان الطيور اتجهت معظمها الى وضع المواد التي ترفع مستوى الماء في الأنابيب الواسعة.
وقال الباحثون إنه في معرض فهم هذه الطيور للمباديء الطبيعية وكيف تحل الاجسام محل الماء وتزيحه من الحيز الموجود به أمكن مقارنة مستوى ذكاء الغربان بطفل عمره بين خمس وسبع سنوات إذ يبدو ان الطيور أدركت الفرق بين مختلف الاجسام المجوفة والصلبة وهي المرة الأولى التي تتوصل فيها الابحاث الى هذه النتائج.
وقالت أماندا سيد من جامعة سان أندروز في اسكتلندا والخبيرة في مجال تعلم الحيوان إن التجارب المتعلقة بأساطير الحكيم الاغريقي ايسوب تمخضت عن "بعض النتائج المثيرة إذ ان توليفة النجاح في بعض الاحوال والفشل في ظروف أخرى مفيدة بدرجة كبيرة في فهم تطور آليات المعرفة."
وفي هذا السياق أظهر نجاح الطيور فهما لعلاقة السببية بين مختلف الافعال وهو من الملامح الرئيسية في الادراك لدى البشر.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)
0 التعليقات:
إرسال تعليق